تحسّنت أحول البنت وقلّ عليها شغل البيت ،فلقد أجبر إبنة زوجته على العمل وترك الكسل .رجعت عيشة إلى التطريز ،ونقلت الزّخارف التي رأتها في مملكة الجن على قطعة من الحرير ،ولما أتمّتها دهش كلّ من رآها ،وازاد حبّ الصياد لإبنته ،واشترى المركب الذي طالما حلم به ،وجعل معه أجيرا ليساعده في الصّيد، وإنزال صناديق الأسماك ،وبيعها للتجار .أحسّت المرأة بالحقد على عيشة لما شاهدت مكانتها عند أبيها ،وقالت في نفسها: سأحتال عليها لمعرفة سرّها ،لا بدّ من ذلك .
وفي أحد الأيام جاءت لعيشة ،واعتذرت منها على قسوتها ، وقالت: حمق أختك وقبحها يجعلني أحسّ بالتوتر ، هل تفهمين هذا ؟ أجابت عيشة ببراءة : أصدقائي مخلوقات الغابة بإمكانهم مساعدتها ،فهم من بقايا مملكة الجن ،وقصت عليها مل ما حدث معا ،إبتسمت المرأة وقالت ستصبح إبنتي أجمل منك ،وأكثر ذهبا ،أما أنت سترين ماذا أفعل بك أيتها اللعينة !!!
في الصباح أعطت إبنتها دلوا ،وقالت لها ماذا يجب عليها فعله ،وأوصتها أن تصبر عل التعب ،وفي آخر اليوم سيصبح من الأغنياء ،وسيمنحها الجن وجها جميلا !!!لكنها كانت بخيلة ،ولمّا وصلت إلى البئر، ملأت الدّلو ،فجاءها الفرسان ،وطلب منها أن تسقيهما ،فقالت لهما ليس خادمة أبوكما !!! فدعيا عليها ،وقال الأول : إن شاء الله كلّما فتحت فمك خرج منه الدّود والصّراصير ،أمّا الثاني فقال :إن شاء الله كلّما مشيت نزل بولك على قدميك ،فسخرت منهما ثم واصلت طريقها .