-هو فين ؟!
عقدت ” هدير ” ذراعيها أمام صدرها وقالت بسخرية :
-خرج ! أيه نسى يأخد الاذن منك !
تجاهلت احتقار “هدير” لها ،وتراجعت بسرعة يقودها غرور الصبا نحو الباب الرئيسي ، وما أن فُتح وجدت أحد رجاله كـ سد منيع بوجهها
وهو يدلي أوامره :
-ممنوع يا فندم !
ألقت نظرة ذهول علي ذراعه الممتد أمامه وقالت بتمردٍ:
-هو أيه الممنوع !
أجابها الحارس بصرامة :
-عاصي بيه منبه علينا متخرجيش من البيت ، فـ لو سمحتي إحنا مش عايزين مشاكل .
تشعر بجبلٍ الكبرياء والتملك الذكوري قد تهاوى فوق رأسها ، بلعت ما تبقى من غضبٍ بحنجرتها ، وعادت مرة أخرى لدرجات السُلم التي كانت تخطوها بتثاقلٍ شديد حتى توقفت عند فتاة صغيرة تجلس كـ القرفصاء مستندة على سور الدرج وهي تبتكي الأيام حزنًا ، براءة روحها جعلتها تجلس بجانبها وانفجرت هي الأخرى في البكاء ، فـ الثنائي اجتما على قلة الحيلة والعجز التام .
فأخذت ذاكرتها تسترجع اتفاقهم الذي دار في السيارة أثناء عودتهم وهو يلقي عليها شروطه الغير قابلة للاعتراض :
-هتاخدي بالك من تميم ، تقاريره الطبية تتبعت لدكتوره أول بأول ، أدويته في مواعيدها ، ومش عايز مشاكل يا شمس عشان أنا لما