على الاختيار ، فارقت المرحاض وفتحت جهاز الحاسوب ، فـ نقشت ضحكة جيهان التي تتناقض مع مجرى مُخططها الدنئ واطمئن قلبها بتنفيذه :
-كدا أنتِ بنتي بـ صحيح !
ثم غادرت غُرفتها مُتجه إلى عبلة التي تهاوت أوصالها من شدة الغضب ، بعد ما أعدت لها كوب من الليمون البارد ، وذهبت إليها فوجدتها تُدخن بشراهة غير معهودة ، قفلت الباب خلفها وعاتبها :
-هتمـٰوتي نفسك يا عبلة ! أيه الدخان دا كله !حرام عليكِ !
جلست عبلة على الأريكة وهي تتشبث برأسها الذي كان أن ينفجـر من وقع الصدمة التي حل بها عاصي وأعلنت :
-ابن دويدار بيتحداني ! جايب لي بنت من معارفه الشمال وبيقول عليها مراته ! هتجنن هتجنن يا جيهان !
وضع كأس العصير بقُربها وجلست لتبُخ سمها من جديد :
-وهو دا اللي جايه عشان أكلمك فيه .
أغمضت جفونها غير متحملة المزيد من الجدال في نفس الموضوع وقالت بكللٍ :
-جيهان أجلي أي كلام أنا على أخرى !
أصرت جيهان على موقفها وشرعت تمهد لها سُبل استماعها :
-لو كان ينفع يتأجل كُنت أجلته ، بس دا أوانه يا عبلة .
انتبهت لها عبلة بوجه متهجم وقالت :
-قصدك أيه ؟!