بـمجرد ما انهت جملتها ارتمت في حضنه منفجرة ببركان الحزن المُتوق بجوفها ، ظل يمسح على رأسها ويهمس لها بكلمات لتطمئنها حتى هدأت تدريجيًا بين يديه وتراجعت ممسحة بدموعها وهي ترسل له ابتسامة امتنان :
-شُكرا أنك في حياتي بجد .
أزاح يدها ومسح بكفوفه دموعها الغالية على قلبه وقال بمزاحٍ ليُغير مجرى الحديث بتلقائية :
-هي شمس ، أممم أقصد الدكتورة شمس !
أسبلت ” عالية ” دموعها بتخابث :
-أممم ، دكتورة شمس ، دا أنت مش معايـا أصلًا !
ابتسم وجه تميـم وهو يتحاشى النظر إليها ويقول :
-دماغها عجباني ، تحسيها لغز كدا عايز يتحل !
رجعت ” عالية” خصلة من شعرها وراء أذنها وقالت بلؤم :
-يعني مش عشان جميلة !
أدرك تميم أن عالية تستجوبه في الحديث ، فتبسم عندما أحس أنه انتصر على خوفها وجعلها تتناسها حتى ولو للحظات ، عاد إليه لا مباليًا لـ مداعبتها :
-هي جميلة ؟! مخدتش بالي ؟! عادية يعني ! بس تشدك !
أصدرت عالية إيماءة ماكرة وهي تطالعه بخبثٍ :
-عادية ! وتشدك ! في جملة واحدة ؟!
ثم أطلقت تنهيدة ارتياح وأتبعت بغمز :
-دا شكلو حوار جديد !