جلست بقُربه على المقعد المُبطن وأكملت بوجع يُشاطر روحها :
-عاصي تصرفاته بقيت مُرعبة ، الصبح بقرار وبالليل بكارثة ، امتى اتجوز وامتى عرفها ، والأهم هي مين !
أخذت تفرك في كفوفها بـ تضايق وحسرة :
-مامي عمرها ما سمعتني ، كُل همها ألبس أيه ! أصاحب مين ، بتحركني في أيديها زي العروسة الخشب ،
والمخيف أكتر أن العلاقة بينها وبين عاصي اتحولت من علاقة أم وابنها لـ شخصين بيتنافسوا مين فيهم هيمشي كلامه على التاني !
ثم جثت على ركبتيها وحضنت كفوفه وأخذت الدموع تحفر وجنتيها من شدة الرعب :
-تميم أنا خايفة أوي ، أنا مبقاش عندي القُدرة أعيش أيام أصعب من كدا ، أرجوك طمني ، محتاجة حد يطبطب علـيا ويقولي بكرة هيكون أجمل وأحن من اللي فات .
صمت مريب يحاصره الخوف والقلق من كل الاتجاهات ألقى سدوله فوق مجلسهم ، مسح تمـيم على رأسها وقال متأملًا :
-ربنـا مش بيجيب حاجة وحشة ، حتى ولو كان الغيب مخيف ومفهوش حاجة تطمن أتاكدِ انه مش هيخلى من النجوم .
ثم أمسك بذقنها ورفع وجهها إليه متبسمًا :
-مش أنا اللي هقولك كدا ، خلي عندك ثقة في رحمة ربنا !
ثم داعب أرنبة أنفها ليُخفف من حِملها :
-وبعدين أنا جمبك أهو !
أغرورقت عيونها بقطرات الحزن وقالت بأسف :
-نفسي أوي ترجع تقف على رجلك زي زمان ، ونروح المدرسة سوا ، وتفضل تحميني وتاخد لي حقي من اللي يزعلني ! ارجع عشان خاطري أنا وحيدة أوي من غيرك .