ابتلعت الكلمات بـ جوفها وأخذت تدرب نفسها على الصمت الطويل حتى تنجو من الغابة التي رماها القدر فيها ، تحاول ألا تقول شيئًا تندم عليه ، تعلم أن كل شيء لا يناسب مع غرورها وترى ذلك بوضوح لكنها قررت أن تتجاهل
لتسري المياه الراكدة ، ربما تسحبها لبر أمن ، كل هذا عقدته بزمام قلبها ولكن كم هو مُولم بالنسبة لها أن تقرر اليسر بدون تجديف ، أن تسبح دون مقصد !
انتهت ” شمس ” من فحص ” حياة ” بعناية وضبت جهاز قياس الضغط وهي تقول بنبرة جافة :
-ضغطها واطي جدًا ، متحملتش أغمى عليها .
سألها يسري باهتمام
-أيوه يعني محتاجة مستشفى !
تأففت ” شمس ” بجزعٍ وقالت :
-والله لو مش واثق في كلامي ممكن تمشوني من هنا !
تدخل عاصي بعد ما نزع سترته السوداء في حديثهم لـ يهدئ من حدته :
-يسري ميقصدش ، قصده هتفوق أمتى !
أغمضت عيونها للحظة محاولة تمالك اعصابها وقالت :
-شوية وتفوق ، وتبقى كويسة .
ثم وقفت وعقدت ساعديها أمام صدرها وقالت :
-عايزه اتكلم مع حضرتك .
تدخل يسري مُعاتبًا :