حدجته ” جيهان ” بنظرة ساخرة وقالت لابنتها :
-يبقى تنفذي اللي كنت رافضة تعمليه ، ونرد القلم بعشرة .
جاء مُراد من الخلف وهو يرسم ضحكة الاستهزاء على وجهه ويقول :
-لمـا اقولكم إنه راجل مجنون تصدقوا .
التفت له جيهان بعيونها السوداء التي تختلف عن سواد قلبها وقالت بصوت يشبه فحيح الأفاعي :
-مُراد ، لازم تسمعني وتثق في كلامي لو لمرة واحدة ، مفيش قدامنا غير جوازك من عالية .
اختنق مراد من إصرار أمه على زواجة من فتاة لا يعرف عنها إلا اسمها وبراءة ملامحها وهي في سنة العاشرة ، تأفف بضيق :
-عالية أيه بس ! أنا همشي !
مال ” كريم ” على مسامعه وقال بسخافة :
-عالية حلوة .
رمقه مُراد بتهكم وهو يتأهب منصرفًا تاركًا الحروب المُندلعة وراء ظهره ، اتسعت ابتسامة ” كريم ” وهو يسأل أمه بفضول :
-أنتِ متخيلة أن عاصي هيوافق يجوز عالية لمراد !
سبحت في فضاء حقدها وقالت بـ كرهٍ يُنافس نار غضبها :
-الشوك هو انتقام السمك بعد مُوتــه ، وأحنا لازم نمسك في الشـوك اللي هنغرسه في قلب عاصي !
كريم باستخفاف :
-لا أنتوا اتجننتوا رسمي ، أنا هحصل مراد .
وجهت حديثها بنبرة آمرة لابنته ونهرتها :
-أنتِ مش هقعدي جمبي تندبي حظك ، ركزي معايـا كدا !
••••••