-حياة حامل !
تلك كانت آخر جملة تسمعها “رسيل” منه قبل ما تدور رأسها إلى موضع اتفاقهم الذي عادت إليه بكامل إرادتها ، عندما غادرت قريته السياحية وأخذت تتجول بتيهٍ وهي لا تحوى ثمن نقود خُطاها ، ولم تتحمل سخافة وحماقة المارة حولها ، شعرت بالعُري في ليلة تغمرها العواصف الكونية وهي بدون ملجأ أو مأوى ، باتت هي والطبيعة
وجهًا لوجهٍ بدون درع واقٍ من قسوة الحياة حولها .
أجبرتها الحياة أن تتنازل عن كبريائها ، وتعود لتعلن موافقتها على ممارسة لعبة سخيفة كـ هذه ، غيرت اتجاه خطواتها عائدة إلى مقره بعد تردد وتفكير قرابة النصف ساعة ، وفي اللحظة التي فتح عاصي باب غرفته وجدها
أمامه بعيونها التي تتجول بداخلهم التمرد وعدم الموافقة على طلبه ولكن أعلن لسانها عكس دواخلها واكتفت بقول جملة قصيرة :
-أنا موافقة .
على الرغم من يقينه بعودتها ولكنها فاجأته فلـم يدرك أنها تُرد إليه بتلك السرعة ، كان يود أن يكون حبل الكبرياء
لديهم أطول من ذلك كي يتلذذ في شماته بضحاياه ، انتظرت منه ردًا بدلًا من فحصه لها وقالت بتردد وهي تعود خطوة للوراء :
-دا لو لسه قائم !
عقد حاجبيه وبغرور رجل استطاع هزيمة امرأة رأي فوق رأسها شموخ الجبال وقال :
-غيرتي رأيك يعني !
أغمضت جفونها التي لا تود مُطالعة رجل مُستغل مثله وقالت متأهبة للذهاب :
-وواضح كمان أنك غيرت رأيك !