فَيَاَليْتَ شُرْبي مِنْ وِدَادِكَ صَافِياً
وَشُرْبيَ مِنْ مَآءِ اْلفُراتِ سَرَابُ .
أبو فراس الحمداني ✨
••••••
في تلك اللحظة التي تنتظرها جميع الفتيات لتُسقط “عاصي دويدار” في شِباك حبهم ، دخل بفخامته وخلفه عدد كبير من الحرس أشبه بموكب ملكي ، صُوبت نحوه جميع الأعين ، من يطالعه بإعجاب ، ومن يحدجه بنظرات التمني ، ومن يطلق صفير انبهاره علنًا ، رجل تجمعت به وسامة وفخامة رجال الأرض ، ولكن كل هذا انطفىء
بمجرد وقوفه بجانب فتاة أشبه بحوريات البحر ، ترتدي فستانًا فخمًا باللون الازرق استمد لونه من عيونها ، مرتديه حذاء بكعب مرتفع مما جعلتها تُنافس قامته في الطول ، شعرها المموج الذي ينسدل بطوله ليُغطي أسفل ظهرها ، مُلفتة لانتباه الجميع كالعطر من غير صخب .
تحاشي الجميع موكب” عاصي “الفخم وصُوبت أسهم نظراتهم الثاقبة نحو ” رسيل ” الواقفة على يساره ، اقبلت عبلة إلى ابنها كإقبال العطشان على بُحيرة ماء وعانقته هامسة بعتب :
-كل دا تأخير ؟!
ربت عاصي على ظهرها وقال :
-كان عندي شغل !
ابتعدت عبلة عنه وهي تراقب ” رسيل ” بنظرات حارقة وسألته بهمس :
-مين دي ؟!
اتسعت ابتسامة ” عاصي ” وهو يطوق خصر الفتاة ويجذبها إليه أكثر ويجهر بصوته معلنًا :
-حياة ، حياة مراتي !