بوجهه
-مش تفتح ؟!
-ومش مفتحة أنتِ ليه ؟!
أخذت عالية تثرثر بكلمات غير مُبهمة حتى قالت معترضة :
-وقليل ذوق كمان !
ثم انشغلت في تنظيف فستانها وهي تدفعه بقوة من أمامها مما أثار إعجاب مُراد بها الذي لم يتعرف على هويتها بعد ، ابتسم ابتسامة خفيفة ثم قال لنفسه :
-غزالة ، بس بتعض !
في تلك اللحظة التي ينتظرها جميع الفتيات لتوقيع عاصي دويدار في حبهم ، دخل بفخامته وخلفه عدد كبير من الحرس أشبه بموكب ملكي ، صُوبت نحوه جميع الأعين ، من يطالعه بإعجاب ، ومن يحدجه بنظرات التمنى ، ومن يطلق صفير انبهاره علنًا ، رجل تجمعت به وسامة وفخامة رجال الأرض ، ولكن كل هذا انطفىء بمجرد وقوفه جمب فتاة أشبه بحوريات البحر ، ترتدي فستانًا فخمًا باللون الازرق استمد لونه من عيونها ، مرتديه حذاء بكعب
مرتفع مما جعلتها تُنافس قامته في الطول ، شعرها المموج الذي ينسدل بطوله ليُغطي أسفل ظهرها ، مُلفتة لانتباه الجميع كالعطر من غير صخب .
تحاشي الجميع موكب” عاصي “الفخم وصُوبت أسهم نظراتهم الثاقبة نحو ” رسيل ” الواقفه على يساره ، اقبلت
عبلة إلى ابنها كإقبال العطشان على بُحيرة ماء وعانقته هامسة بعتب :
-كل دا تأخير ؟!
ربت عاصي على ظهرها وقال :
-كان عندي شغل !
ابتعدت عبلة عنه وهي تراقب ” رسيل ” بنظرات حارقة وسألته بهمس :
-مين دي ؟!
اتسعت ابتسامة ” عاصي ” وهو يطوق خصر الفتاة ويجذبها إليه أكثر ويجهر بصوته معلنًا :
-حياة ، حياة مراتي !
يتبع….