أخذ يطوف حولها كما يطوف الدبور حول الزهرة وقال :
-أنت مشكلتك الوقت وأنا كمان ، محتاجة وقت عشان تعرفي أهلك ، وقت عشان تفتكري انتِ مين ، وكل دا عشان يحصل لازم تكوني في مكان آمن !
ارتاد فكرها ساحات الحيرة وهي تراقبه ،حيث أكمل :
-وأنا محتاجك في حياتي فترة مؤقتة ، هوصل فيهم لهدفي ، والمُقابل متحلميش بيه ، أولهم هدور على أهلك ، هتعيشي في مكان متحلميش بيه ، شيك علي بياض تكتبي المبلغ اللي عايزاه وأنا هنفذ !
دب الرعب في قلبها فأخذت تقبض على ياقة فستانها كي تحمي نفسها من نظراته المريبة وتقوس أصابع أقدامها من شدة الخوف ، وقالت
-قصدك أيه ؟!
-هنلعب لعبة بسيطة أوي ، النهاردة فـ القاهرة في حفل عملاق ، هيكون فيه كبار رجال الأعمال ، أجانب وعرب .
صمت للحظة يراقب تلك الملامح التي استمدت جمالها من صخب البحر ، تثير العواصف وتصنع الدوامات لتغرق أمهر السباحين بهما ، صف أمامها بشموخ وقال
-هقدمك في الحفلة على أنك خطيبتي .. خطيبة عاصي دويدار !
ذهول ، عيون متسعة صامدة ثم ضحك ملء فمها وهي تحاول استيعاب ما سمعت ، حتى تفوهت بسخرية
-أنت مش مغرور وبس ! لا كمان مجنون !
نظر في ساعته بهيبة ثم قال
-قدامك بالظبط ٤٠ دقيقة ، تفكري وتاخدي قرارك ، أكون غيرت هدومي .
وكأن السماء أهطلت فوق رأسها جمرًا ، فالمــوت والحياة الاثنان تآمرا عليها ، وقفت أمامه لتعيق طريقه معلنة
رفضها القاطع :
-مش مضطر تستنى الوقت دا كله عشان تعرف ردي ، تقدر تأجر ألف واحدة من اللي تعرفهم يلعبوا معاك اللعبة الرخيصة دي يااا عاصي بيه دويدار !
أفحمته بسخريتها وتقليلها منه ، تعمد أن يحافظ على ثباته لأخر لحظة حتى وهو يراها تغادره وترحل كفراشة لم يرق لها مذاق الصبار فـفر هاربة .
••••••••