صامتًا ، لا يهزه انتفاضة صوتها .. سحبت الغطاء إليها ظنًا منها بأنه سيحميها منه وقالت :
-بكلمك ولا مابتسمعش !
تحمحم بخفوت ثم أجاب ببرود غير متناهٍ :
-مستني تحسني أسلوبك معايا عشان أرد !
علمت بأنها أمام رجل قوي ، ليس بالسهل خديعته ولا التفاهم معه ، أخرج سيجارة من جيبه وسألها بهدوء مرعبٍ :
-هتضايقي لو شغلتها !
ألتزمت الصمت ولكن عيونها أعلنت الرفض ، ولكنه عقيم في قراءة عيون النساء تجاهل ما أفصحت به عيونها وأخذ نفسًا من سيجارته وقال برتابة :
-أسف ياااا ، نسيت أنك مش فاكرة حتى اسمك ، بس أنا عايزك تحطي نفسك مكاني .
بللت حلقها الذي جف من هيبته وهي ترمقه بعيونها السماوية الواسعة التي تحتكر نصف مخزون العالم من النبيذ وقالت :
-مش فاهمة !
قرب مقعده منها وقال بنبرة يكسوها المـكر والخديعة :
-بصي أنا راجل مش متجوز ، وليا سُمعتي اللي عشت بحافظ عليها عُمري كله ، مش حلوة في تاريخي دا كله يقولوا عاصي دويدار عنده بنت في الجناح بتاعه !
لمعت نظرات السخرية على وجهه مقارنة بمـا رأته صباحًا ، وبما تسمعه الآن ، ابتسمت باستهزاء وقالت
-اه منا واخدة بالي .
تجاهل سخريتها التي يدرك سببها جيدًا وقال :
-جميل ، نبقي متفقين ، أنا كلها ساعة وراجع القاهرة ، وأنت ما ينفعش تبقي هنا !
اندفعت بدون تفكير :
-ومين قالك إني عايزة أقعد هنا أصلًا !