انتبه يسري أخيرًا :
-اه قصد معاليك البنت بتاعت البحر ! اه فاقت وبعت لها الغدا .
ثم اقترب منه وسأله ناصحًا :
-أحنا مش هنخلص منها بقا ؟!
طالع عاصي البحر بعيونه المراوغة ووضع يده في جيب بنطاله الأبيض وقال شاردًا :
-عايزك تعرف أصلها وفصلها !
أحس يسري بالعجز إثر صعوبة طلبه وقال معارضًا وبنبرة مغلفة بالسخرية :
-معاليك أنا خدامك آه ، بس مش بنجم هنا عشان أعرف أصل واحدة هي نفسها مش عارفه هي مين !
لقنه بنظرة حادة أخرسته وجعلته ينسحب من أمامه مُلبيًا لطلبه بدون كلمة زائدة .
••••••
” في جنوب الغردقة ”
ضجيج تفجر بجميع أرجاء البيت أخذ يُكسر كل ما يقابله ، كُرة ملتهبة من الغضب تأكل كل ما تلقاه ، هشم ” فريد ” غُرفته جاهرًا
-يعني أيه تروحي مني !
دخلت ” فريال” جهة مصدر الصوت ونهرت أخيها معترضة :
-أنت اتجننت ، سايب عزاء المعلم قنديل وقاعد تكسر هنا ؟
دار إليها بعيونه المحمرة وشعره المُنسدل على جبهته أزاحه للوراء وقال بجنون :
-قلبت البحر عليها حتة حتة ، فوق وتحت ، يعني أيه البحر يغدر بيها ، دول كانوا صحاب ، ويوم ما القاها ياخدها