•••
( الساعة الثالثة صباحًا )
أغلقت رسيل شاشة الحاسوب وهي تخرج زفيرًا قويًا كأن دخان كتاباتها لدغ قلبها .. بعد ما كتبت مقدمة روايتها الجديدة التي تجهل
أحداثها وأبطالها ومصائرهم ، وتجهل الحب الذي لم يلفح قلبها طوال الربع قرن الذي عاشته ، لا ترى الحب إلا بين السطور ، وما تعرفه عنه أنه مجرد حروف وكلمات تتجمع لتبث نبضة جديدة بالحياة في قلبك ، أما الحب الذي تفيض به الأعين ما هو إلا خرافة ابتدعها الرجال لاقتناص فرائسهم .
فارقت رسيل مقعدها الخشبي ولم يفارقه شعرها الطويل الذي يشبه أوتار العود حيث تعثر بمسمارٍ إثر طوله الذي يغطي ظهرها بأكمله ، تألمت قليلًا ثم عادت لتخلصه من أسره متأففة .. وهنا فتح أخيها رشيد الباب بدون استئذان وهو يستعجلها
-رسيل المعلم قنديل أمر إننا هننزل البحر النهاردة .
ما لبثت أن حررت شعرها فعلقت بمشكلة أكبر وقالت برفض قاطعٍ
-مستحيل بابا يطلب كدا .. الموج عالي والبحر ميعرفش عزيز !
لم يجادلها ولكنه اكتفى بإبلاغ الأمر فقط :