-إطلاقـا ، بس دي عادتي ما بحبش النهايات حتى ولو سعيدة ، ما بحبش أكمل الرواية واتعلق بأبطالها وفي الأخر يفارقوني ! أو افتكر إنهم مش موجودين معانا ، أنا مش بعرف أمشي الطريق لأخره ! لازم اسيب باب للفضول والحنين ، يديني الفرصة إني أرجع له وقت ما أحب ! دي حياتي .
شرد في كلامها المغلف بأسى ينافس مأسي أيامه، ولكنها أتبعت بشكٍ :
-بس الحب الحاجة الوحيدة اللي ما ينفعش تنتهي ، الحب الصادق يولد ولا يموت ، له نقطة بداية ، بس ملهوش نهاية مهما تجاهلنا الأمر !
ظل يستمع إليها بإعجاب ، يبدو إنها لامست نقطة في عقله لم يوصل لها أحد من قبل ، تأمل شرودها وهي تُنمق الكلمات وتحشو أوجاعها بجوف العبارات لتنطقها بصورة فلسفية وأكملت :
-عارف مشكلة الحُب أيه ؟!
لمعت عيونه بإثارة لاستماع المزيد منها وقالت :
-إنه بيختار الشخص المستحيل ، الشخص السهل المُتاح ليك أبدًا مش بيغريه ، يعني مثلًا الرواية دي ، ضابط في الجيش الروسي ، وقع في حب بنت عادية ، بس جمالها اللي مكنش عادي ، ورغم الحروب والصراعات ما بين
جيشه وسكان المدينة إلا أنه تخلى عن كل دا ودخل بيتهم علي إنه شخص فقير ، عشان يكون جمبها .. لو كُنت مكان الكاتب ، كنت هتخلي النهاية أيه ؟!
تضرمها عيناه إعجابًا بفطنتها ، فكر لدقيقتين قبل أن يُجيبها وقال
-أنا لسه معرفش الكاتب رأيه أيه ، بس شايف أن الحُب لازم ينتصر !
-انتصار الحُب الحقيقي في استمراره حتى ولو مش هينفع نكمل مع بعض ؟!
أبت ملامح وجهه كلامها وقال :
-دي يبقي اسمه قـ تل نفس ، ليه الإنسان يعمل في نفسه كدا ! أحنا من حقنا نحب ونلاقي مُقابل للحُب دا ؟! وإلا يبقى زي اللي بيزرع في أرض بور ! الحياة مليانة فُرص يا شمس ، متوقفيش نفسك عند محطة واحدة لمجرد أن
القطر فاتك ؟!
أيدت كلامه بعقلانية وقالت :
-دا رد منطقي وواقعي لأي حد جاي الدنيا عشان يعيش أيامه ويمشي ، أه مجبر على طوي اللي فات ، بس حد زيي