تراجع عاصي عن نواياه سريعا والتفت إليهم قائلًا :
-أنت ازاي تسيبيها فالحالة دي !
تنهدت الفتاة مبررة:
-روحت اصحي الدكتور ، لان حالتها كانت وحشة أوي .
شرع الطبيب في فحصها ومحاولة إيفاقتها حيث استغرق معها وقتًا طويلًا ظل يحتسبه عاصي بالدقيقة فالخارج ، حرق فيهم عُلبة كاملة من التبغ حتى خرج الطبيب إليه وقال :
-للاسف ، زي ما كنت متوقع ، جالها فقدان في الذاكرة ، ارجح أن حاجة تقيلة وقعت على دماغها ودا لاثر الجرح اللي في دماغها .
اندهش عاصي بما قاله الطبيب وعاد متسائلًا :
-يعني فاقدة الذاكرة !
-يعني مش فاكرة أي حاجة ، لا هي مين ولا اسمها أيه ولا أيه جابها هنا ، انا اديتها حقنة مهدئة هتنام شوية وهتصحى احسن .
تدخل يسري هنا في حديثهم :
-قلت لمعاليك مش لازم نورط نفسنا مع واحدة زيها .
أطرق الطبيب بهدوء مستأذنًا :
-بعد اذنكم وأي حاجة قلت للممرضة تكلمني .
انصرف الطبيب وتوجه يسري إلى عاصي قائلًا :
-هتعمل أيه يا بُص !
تجاهل عاصي سؤاله وقال :
-جهز نفسك قبل الوفد الأجنبي ما يوصل .
يسري مندهشًا :
-والبنت اللي جوه دي !
تغافل عاصي عنه وولى ظهره منصرفًا :
-كلمهم يبعتولي البدلة .
•••••••••
انفلـق الصباح بأحداثٍ جديدة ونهض كل من بالقصر ، فرت عالية مُبكرًا إلى جامعتها ، ونهضت عبلة
وشرعت في اقامة طقوس صباحها اليومية ، وجلست بالحديقة ترتشف قهوتها وتتفحص هاتفها ومن جهة أخرى تراقب العُمال لتنظيم الحفل .