يأست الممرضة في التعامل مع شخصية رسيل ، ففركضت مسرعة كي تنادي على الطبيب ، بينما عن رسيل جلست أرضًا محاولة أن تتحكم في نفسها ربما تتذكر أي شيء ، أحست بالصداع يأكل برأسها وجسدها ، وثبت قائمة وغادرت الحمام متجهة نحو ستائر الغرفة ورفعها فوجدت المنظر الطبيعي مثير للاستكشاف ، زاحت الباب الزجاجي وظنت أن الطبيعة ستشفي جروحها ، خطت بأقدامها العارية
للخارج وظلت تطالع البحر بنظرات ابنة تطالع ابيها ، تشعر بأنها تنتمي لهذا المكان ، وأن شيء بها يجذبها نحوه .
بالرغم من كل الفوضى التي برأسها إلا أن هناك صوت أخر اثار جنونها ، وهو صوت ارتفاع الموسيقى والغناء بصخب وكلمات مبنذة
تتنافر مع طبيعية العقل البشر ، حاولت تجاهل الصوت ولكن بدون فائدة ، فارقة حديقة غرفتها وذهبت نحو مصدر الصوت فوجدت الباب الزجاجي للغرفة الثانية مفتوحًا ، ويتعالى منه أصوات منبوذة وضحكة نسائية منفرة ، اقتربت أكثر حتى طرقت على الباب بقوة ،
فخرج لها من بين الستائر رجل ينافس الرجال في تفاخره وقال ناهرًا :
-أنت مجنونة !
تراجعت للخلف بخوف ، وأخذ الاخير يتفقد هيئتها المتهرئة وشعرها المبعثر وفستانها الذي يبرز جمال ركبتيها ،
لحظ الخوف في عيونها ولكنه تجاهل خوفها وعاد مزمجرًا :
-أنت ازاي تتجرأي وتيجي مكان خاص بعاصي دويدار .
مسحت على شعرها بتوتر وقالت :
-من فضلك وطي صوت الأرف اللي جوه دا ، في بني آدمين عايشين معاك !
نفى حديثها بثقة :
-المكان كله هنا مفيهوش غيري ! أنت اللي جاية مكان مش ليكي !
ثم تذكر ما حدث ليلة أمس وتذكر أمر الفتاة التي وصى يسري بأن ينزلها في جناحه الخاص ، حيث انخفضت نبرته وسألها :
-أنت مين !
رج السؤال رأسها ، هي لا تعلم من هي وإي موج قذفها لهنا ، بللت حلقها بخوف بلغ ذروته وتراجعت خطوة للوراء وتعمدت الصمت عن سؤاله الذي لا تحمل له جوابًا ، لحظته يقترب منها بهيئته المروعة للنفس البشرية ويقول متسائلًا :