-كان نفسي تباتي معايا بس مامي ممكن تعمل مشكلة كمان وبصراحة أن بتجنب أي مشاكل في البيت دا .
تفهمت عالية الأمر وقالت برضا:
-أنا عارفة ، عمومًا أنا هدخل أدي أدوية تميم ، وهنام على الكرسي في البلكونة .. متشغليش بالك بيا .
••••••••
” الساعة الخامسة صباحًا ”
رفعت رسيل رأسها الذي أوشك أن يتفجر من على الوسادة وهي تتأوه ، ثم نزعت إبرة المحاليل من يدها فسقطت عيناها على الفتاة النائمة بجوارها ، تأزمت حركة جفونها فاستلقت مرة أخرى على الفراش وهي تتشبث برأسها ، أخر شيء تذكرته قبل النوم هو حديث الطبيب موجهًا الممرضة أن تأخذ من هذا إذا أحست بالصداع !
تحملت على ضعفها ووثبت قائمة وهى تتناول قرص الدواء واترشفت بعده المياه ، أخذت تتجول بأعينها المكان فلم تتذكر أي شيء سوى أضغاث من الاحلام ، لامست اقدامها العارية الأرض وذهبت إلى المرحاض وأخذت تبلل وجهها بالماء حتى سقطت أنظارها على ملامحها الشاحبة ، مررت أناملها ببطء على تفاصيل وجهها أمام المرآة حتى أطلقت سؤالًا لا أحد يملك إجابته غيرها !
-أنا مين ؟!
ارتعشت جفونها بعبرات الضعف وأخذت تسكب الماء على وجهها بجنون محاولة منها لتذكر أي شيء ولكن بدون فائدة ، دفنت وجهها في المنشفة القطنية ثم ألقتها بغضبٍ وهى تستند بذراعيها على الحوض وتقول
-أنا مين ؟! ومين الناس اللي شوفتها ؟! وأنا بعمل أيه هنا !
أطاحت يدها بكل ما وجددته أمامها من مستلزمات صحية فأفزع الصوت الممرضة فأتتها راكضة :
-أنت قومتي !
صرخت رسيل بوجهها وقالت باكية
-أنا مين ! أنا مش فاكرة حاجة !
تدخلت الممرضة لتهدئتها :
-ممكن تهدي ، هروح اشوف الدكتور واجي لك تمام .
دفعتها رسيل بقوة وهي تصيح
-انا بعمل أيه هنا !