انعقدا حاجبيها بغرابة :
-قصدك أيه !
-قصدي إنك مش مُجبرة تأذي نفسك عشان تباني أقوى ، اتفضلي كُلي حاجة حاجة خفيفة عشان تقدري تكملي يومك .. هي دي القوى !
زفرت بضيق رغم اقتناعها بحديثه وقالت بحدة
-قُلت مش عايزة .
لم يجادلها أكثر من ذلك بل وضع الطعام كحاجز بينهم ودار بنقعده المتحرك يشاهد التلفاز ، حيث التقم دواخله إنها من النوع العنيد الذي لا تُلين قراراته كثرة الحديث ، شرع تميم في تناول عشاءه ورغم عادته وهو يطالع افلامه المفضله بأن عيونه ألا تنشغل بشيء غير الشاشة أمامه إلا أن عناد الفتاة التي جاورت مجلسه كانت لها النصيب الأكبر من اختلاس النظرات الفضولية التي أراد أن يحاول
اكتشافها بيهم .
لم يمر الكثير من الوقت على انكسار أبريق عنادها ومد يدها لتتناول رغيف محشو ، فـ طالعها بابتسامة فشل في إخفاءها ، فـ بررت موقفها سريعا وقالت :
-فكرت في كلامك ولقيت إنه معاك حق .
اكتفى تميم برسم بسمة الرضا والانتصار معًا ثم عاد ليشاهد التلفاز مرة أخرى خاصة بعد ما غادرت مجلسه وذهبت لتحتمي بشرفة غرفته وهى تلوم نفسها عما فعلت .
•••••••••