بدون تفكير امتدت اذرع عاصي وحملها بين يده ، والنظرات التي صوبت منه وإليها كانت تحمل سؤالًا واحدًا ” لماذا لم يأمر أحد رجاله بـ هذا ! ” .. أسرع متجهًـا ناحية أحد الُغرف فلحق به يسري محذرًا
-أنا مش مرتاح للبنت دي معاليك !
ركل عاصي الباب بقدمه ودلف إلى الغرفة ووضعها على الفراش متجاهلًا حديث يسري وقال آمرًا :
-شوف حد من البنات يغيرلها ، ويجوا يقعدو جمبها .
أغمض يسري جفونه معترضًا ولكن لا يملك إلا قول
-حاضر !
ثم أوقفه قائلًا :
-قول لمنعم يرجع !
-يرجع ليه ؟! وسهرتك ؟!
نفذ صبر عاصي من تكرار الاسئلة ونهره قائلًا
-نفذ اللي بقولك عليه يا يسري !
••••••••
وصلت شمس لغُرفة تمـيم وهي مُثقلة بأصفار الحُزن التي تفاقمت فوق كتفيها من أُمسية وضُحاها ، دقت الباب حتى أذن لها بالدخول ، ومجرد ما لامست أقدامها أعتاب الغرفة جالت أعينها تبحث عنه فوق فراشه الخالي منه فلم تجده ، ما أن ألتفت يسارًا وجدته يشغل
أحد الأفلام ليُشاهدها .
تعمدت أن تترك البـاب مواربًا ثم تقدمت بصمت تعاني كي تكسره حتى لا يلحظ حزنها ، وقفت بجواره وسألته :
-اتعشيت !
انتهى من تشغيل أحد الافلام لـ ” توم كروز ” وتحرك بمقعده قليلًا وقال :