صُوبت كل الأعين نحوه وهي يجثو على رُكبتيه بالقُرب من الفتاة المُغيبة ويُزيح خصيلات الشعر المُلتصقة بوجهها ، وعاد ليُكرر انعاش رئتيها بالضغط عليهم من جديد ، مع كل ضغطه كان يُطالع ملامحها بأمل لامع وسرعان ما ينطفىء بعد استجابتها له ، كرر الأمر كثيرًا حتى أردف يسرى ناصحًا :
-معاليك متتعبش نفسك ، ومتبوظش سهرتك ودماغك مع واحدة منعرفهاش .
رمقه عاصي بعيون يحاصرها التساءل ، فالبرغم من صدق حديث يسري وتصديقه له إلا أن شيء ما يجبره على المحاولة ، عاد أن يتفحص الفتاة مرة أخرى ولكن تلك المرة أحس فيها عروق رقبتها وهنا تسرب الأمل من جديدٍ إليه بنبض عروقها الضعيف ، فاندفع
قائلًا بحماس :
-البنت دي عايشة لسه !
جلس يسري بجواره مذهولًا وأخذ يتحسس مكان ما اشار إليه عاصي حتى اقترحت أحد الفتيات بحميـة :
-جرب إعملها تنفس صناعي كدا !
اندفعت أيدي عاصي إلي وجهها وكل يد عرفت مكانها ، حيث وضع يساره على جبهتها ، ويمينه تحت ذقنها ومال نحوها ببطء وتردد لا
يعلم مصدره ، لامس شدقيه شفتيها الذابلة فأحس بقشعريرة أنتابت جسده لا يعلم سببها ، وكأن ثغره الذي قام بتقبيل قبيلة من النساء تلك كانت أول مرة يتذوق مذاق التوت ، كان الفارق كـ من ظل عمره ينقب عن الفحم حتى ذاق ثغره الذهب !
شرع عاصي في إجراء التنفس الصناعي لها وتحفيز عملية التنفس التي تُعتبر جزءاً من العملية الأيضية وتبادل الغازات في الجسم