-بس أنا عارفاهم كويس أوي .
لم تتحمل شمس كلمات الهجاء والإذلال أكثر من ذلك بل رفعت رأسها متفهمة الأمر وقالت بهدوء يعاكس ثورة دواخلها وقالت
-مامتك عندها حق يا عالية .. عن إذنكم .
كادت أن تخطو خطوة فأوقفتها عبلة بصوتها القاطع كالسيف وقالت آمرة :
-مكانك في أوضة تميم ، دا لو مش أد المقام ! ثانيًا ماليش دعوة بأي حد في القصر هنا وبالأخص البشمهندسة عالية !
انفجرت عالية عن صمتها ونهرت أمها معاتبة :
-يا مامي لو سمحتي بقا كفاية كدا ؟!
أغتصـ بت كلمات عبلة كبرياء وشموخ شمس التي لا تعرف الانكسار أبدًا ، ولكنها قررت ربح المعركة بهدوئها وحكمتها ، فـ الشجار لا يخلق إلا إهانات متزايدة لعصفورٍ بُترت أجنحته .. أومأت رأسها بالموافقة بصمت تام وانسحبت من مجلسهم برقة فراشة متوجهة نحو
بستانها الذي زُرع من شوكٍ .
••••••••
” عودة الي الغردقـة ”
أردف عاصي جُملته الأخيرة بنبرة مُخالفة عن داخله ، شيء ما يحثه على أن يحاول مرة آخرى ، أن يناضل كي يمنح الحياة التي حُرم منها لشخصٍ أخر ، انعقدت حزمة من الاسئلة برأس رجل لا يشغل فكره إلا جمع المـال كلها التفت حول مصير تلك النجـمة التي اُجهضت من رحم السماء فسقطت بين يديه ، واللؤلؤة التي قذفها البحر أمام مركبته !
أمسك أحد الرجال بساقي وذراعي ” رسيل ” التي ظلت ليوم وليلة يُراقص البحر جثمانها ويتقاذفها هنا هناك حتى رسى بها بـ برٍ قدر غير معلوم مصائره ، اندلعت نبرة قوية من بين شدقي ” عاصي ” لرجاله وهو يأمرهم :
-استنوا !