-أركني حوار عاصي على جمب دلوقتِ هنفوق له ، وعايزاكي تركزي مع عاليـة !
••••••
إنني أكبر وتكبر معي أشياء كثيرة ، أولها الألم ، كلما كبرت أصبح الألم أكبر وأبطئ رحيلاً ، العبء ؛ كل يوم تُحملني الحياة بأثقال وتنحت
مني القوه ، أدركت أن حزني ويا للأسى سيكون كبيرًا ودائمًا ، لأنني أضعف من تحمل كل هذا ، ودائمًا لأني وحيدة ، ولا يوجد من يشاطر معي جزءًا من همي .
أنهى ” تمـيم ” وجبة طعامه التي حرصت ” شمس ” أن تكون مليئة بالخضراوات والبروتينات ، وبمجرد ما رأته يزيح الطاولة ركضت
نحوه لتساعده بهدوء وتجر الطاولة المتحركة بعيدًا ، ثم مدت له أدويته ومعهم كأس من المياه راسمة ابتسامة مزيفة :
-اتفضل .
أكتفى بهز رأسه بهدوء مع طوي نظراته لكلمات العرفان ، انتظرت أن يبتلع أقراصه ثم قالت :
-هتنام دلوقتِ لان الحبوب فيها نسبة منوم ، هقفل الأنوار وأسيبك ترتاح شوية .
طالعها بنظرات المقارنة بينها وبين من آتي قبلها ، لمس في أعنيها بريق الطهارة من دنث الأيام التي لم ينج منها أحد .. حرص تميـم أن يكون معها قليل الكلام كي لا يُقلقها أكثر يكفى درجة الذعر التي تبدو على بدنها .
أخذت تلملم في الأطباق بخفة متعمدة ألا تحدث أي صوت يزعجه ، حتى قطع مهمتها بسؤاله :
-على فكرة أنتِ مش مجبرة تعملي كدا ، في ناس هنا ودا شغلها !
-هو أنت في حد معبرك من الصبح !