تجاهلته ” شمس ” وذهبت إلى المطبخ مع ” سيدة ” وهى تلقي عليها أوامرها وتشدد على الالتزام بها وعلى الجهة الأخرى تلقى ” نوال ” أذانها لتجسس عليهم وتحفظ كل كلمة تدور بينهم .
عاد ” كريم ” إلى ” نوران” التي كادت أن ترحل لطيلة انتظارها ولكن أوقفها ندائه وهو يطلب منها راكضًا :
-استني !
دارت نحوه بلهفة قد بلغ منها التأمل مبلغها و تفوهت راجية :
-يا رب تكون وصلت لحاجة !
فرك كريم كفيه بارتباك مفتعل وقال بتمويه :
-أنا بصراحة مش عارف أقولك أيه ، أختك ملهاش أثر ، وعاصي كمان سافر الغردقة ..
بدا على وجهها الحزن الشديد الذي قاسمته وديان دموع حزنها وهى تطالع السماء بقلة حيلة ، ظلت تبتهل الي الله بأن يكون ذلك غير صحيح وتسأله باكية :
-يعني أيه ! يعني أختي مش هعرف أوصلها ؟!
تهجم وجهه وأسبل جفونه بمكرٍ :
-بصراحة ليكي حق تخافي ، عاصي شخص ملهوش أمان ، وبصراحة أكتر أنا خايفة يكون ……
صرخت بوجهه مرتعبة :
-يكون أيه انطق ! هو ممكن يعمل أيه في أختي .
تهاوت أصالها بألم شديد وهى تدفن أناملها بخصيلات رأسها مفكرة وسرعان ما اقترحت :
-هو حل واحد مفيش غيره ، أنا هروح أعمله محضر ، هبلغ عنه ، مفيش حل تاني .