في الطابق السفلي يقف كريم بجوار أخته محاولًا جمع معلومات بأي قدر ممكن ، فأصدر إيماءة مفتش قانوني :
-يعني شمس دي اللي جابها عاصي الصبح !
زفرت هدير باختناق لكثرة اسئلته ، وقررت أن تغير مجرى الحوار :
-أنت رنيت عليا كل دا ليه !
-عربيتي عطلت قدام الكلية ، وكنت مفكرك هناك ترحميني من زحمة المواصلات .
رمقته بتفهم كي ترتاح من ثرثرته :
-ابقى فكرني أقول لعاصي يغيرهالك !
في تلك اللحظة أشرقت ” شمس ” على مجلسهم وسألتها بحدة :
-المطبخ منين !
أشاحت أنظارها عنها بعد ما رمقتها بسخرية شديدة وقالت بصوت رخيم متجاهلة صوتها :
-كريم ، أنا ماشية .
لم يلتفت كريم لأخته حيث استدار متغزلًا بـ شمس وقال متخابثًا :
-هو ينفع كدا !
-أفندم ؟!
حانت منه ألتفاتة سريعة حوله يترقب الحال ثم قال مغازلًا :
-شمس بتحرق بره ، وشمس بتنور جوه ، حرام كدا ، بشرة وقلب العبد لله هيتحرقوا !
-بس قول إن شاء الله !
بدا علي ملامحها الضيق من دعابة ” كريـم” السخيفة ، فكان ظهور ” سيدة ” لها حبل إنقاذ ” كريم ” من براثين جنونها ، حيث قالت
جُملتها الأخيرة ساخرة وهي تبتعد عنه كي لا تفش غضبها من عائلتها كلهم بوجهه .. صاح كريم معترضًا وهو يضرب كف على الأخر متعمدًا أن يوصل الحديث لمسامعها :
-أيه جو عاكس القطة تخربشك دا ! الحق عليـا و أنا بلطف من معنوياتك يعني ؟!