غيرة أمواج البحر .
و الآن عما سيشهد يا ترى ! طوى صفحات الماضي والبدء من جديد أم طوى قصتنا ورميها للبحر ربما تسقط في يد عشاق آخرين أشجع مننا في الدفاع عن حبهم !
كانت خطواتي بطيئة جدًا وأنـا أسدد أسهم نظراتي إلى ظهره المتناسق البنية وشعره الذي يداعبه الهواء العاصف كما داعبت رسالته أوتار قلبي ، وقميصه الشفاف الذي يتراقص حول خصره ، لا أعلم كم استغرق الوقت وأنا
اتجرعه بقلبي من جديد كأول لقـاء بيننا.. تقدمت خطوة وسبقني قلبي بخطوتين إلى أن أحس بوجودي فـ ألتفت إلىّ كـ شروق الشمس بعد ليلة شتوية قارصة البرودة ، وضعت
يدي على قلبي ليكف عن الركض ولكنه بدون جدوى حتى قطع صوت الموج بصوته الرخيم وقال
-كنت أعلم إنكِ ستأتي !
أجبته بعفوية :
-وكنت أعلم أنكَ ستراسلني !
اقترب مني خطوة كان صدحها في صدري وقال
-تسمحِ لي أن أخوض بالأمر دون مماطلة ؟!
بادرته وأنا أتمسك بأصبعيه و تلمع الدموع بعيني متوسلة ، خائفة أن أعود لغرفتي وحيدة لا انتظر حتى سماع صوته الذي يؤنس قلبي ، لفظت جملتي بنبرة إمراة فقدت كل شيء ولم يتبقى لها إلا عيونك ؛ بتُ أخشى الأيام بدونك ، أرجوك لا تقف تلك المرة في صف الحياة وتدعمها ! بربك سأسحق ، فلم تُخلق هزيمة أقوى من دُحرغيابك .. رجوته بكل أملي قائلة
-تسمح لي أنا أكون لك وتكون لي ؟!
ساد صمت طويل قالت فيه الأعين ما لم تقل من قبل .. ولأول مرة أشعر بسقيع كفه كأن المكان أصبح لا ينتمي لي
، بات فراغ أصبعه لا يشتهى أصابعي ، ارتجف قلبي حينها رجفة لم اتجرعها إلا مرة واحدة وهي عند موت أمي .. والثانية عندما تابعت تفاصيلك الرافضة لي