••••
هذه المرة أنا حقًا لا أعلم ما الذي يعنيه هذا الشعور ، ولا أعرف كيف سيستقر وماذا سيحمل معه ، أنا لا اثق بكل الذي أعيشه مطلقاً ، ولكن لا أملك من الأمر سوى الهدوء ومشاهدة مَغبة الأقدار .
فارقت ” شمس ” مقعدها وهي تحمل ملف ما بيدها وتقترب من مرقد ” تميـم” الذي لم يفارق حتى الآن ، كل شيء تركته عليه كان ثابتًا ما عدا اختلاف صفحات كتابه الذي أوشك أن يُنهيه .
صاحت بتلقائية غير مقصودة :
-هو أنت مالكش حد يسأل عنگ هنا ؟!
أحست من ملامحه الشاحبة بأنها لمست جرحت ما بجوفها فـ عابت على نفسها بندم شديد وقالت لنفسها :
-بتقولي أيه بس يا شمس !
وقفت بجوار سريره وهي تلقى نظرة أخيرة على التقارير متعمدة تجاهل ما اشعلته قبل قليل :
-أنا قرأت كل التقرير من بداية الحادث لـ دلوقت !
رفع حاجبه ثم تابعها بنظرة خيبة أمل سحيقة :
-جميل ! يا رب تكوني لقيتي حاجة جديدة !
قفلت الملف ووضعته بجواره وقالت بغرابة :
-أنا مستغربة أنت أزاي لحد دلوقتِ مش بتمشي على رجليك !
ترمد قنوطه في جمر كلماتها وقال بشكٍ:
-تقصدي أيه !
-أخر تقرير بتاريخ سبتمبر السنة اللي فاتت ، بيقول إنك كويس ، وكل حاجة كويسة ؟!