نفسها رست على شط الأمان ، أدركت بأن قوتها تناطح الهواء وأي محاولة منها سيكون مصيرها الفشل كمن يحاول أن يكتب على الماء .
بخطوات مترددة دخلت غرفة تمـيم بعد ما طرقت بخوفت على الباب فأذن لها بالدخول بصوته الرخيـم :
-اتفضل !
تعمدت أن تترك باب غرفته مفتوحًا على مصرعيه كمصدرًا لأمانها ، أخذت تجوب بعيونها يمينًا ويسارًا متحاشية النظر لذلك الشخص الجالس على فراشه يقرأ كتابًا أجنبيًا ، فقطع حبال نظراتها العشوائية وسألها :
-هتفضلي واقفة كدا كتير ، تعالي اقعدي !
هبت زعابيب غضبها وخوفها بوجهه وهي تحذره :
-ينفع تخليك في حالك ومالكش دعوة بيا خالص لحد ما نشوف الورطة اللي أخوك حطي فيها دي !
قرأ الخوف بعيونها فتعمد ألا يُرعبها أكثر ، عادت أنظاره لتعانق الكلمات مرة أخرى ولكن تشتت تركيزه مع تلك التي تتوسط غرفته بحيرة
وعجزًا ، طالعها بنظرة فضول إثر حركتها العشوائية حيث تناولت مقعدًا ووضعته في شرفة غرفته ، ثم تأكدت من ثبات حجابها وعادت إليه متسلحة بالغضب كـ درع لها ، اقتربت منه مجلجلة :
-فين التقارير والأدوية بتاعتك !
قفل كتابه مرة أخرى وأشار إلي مكانهم بهدوء :
-هتلاقي كل حاجة عندك هنا .
أتبعت مسار ما أشار إليها وأخذت تفش في الأوراق حتى فرغت محتوى الأدرج وأخذت تنقلهم لمجلسها الذي اعتدته بالغُرفة ، ظل تميـم