-أهل الحارة جمعولك دول يا حجة فادية .
امتدات اناملها المرتعشة ورضخ كبريائها تحت عرش حزنها تلك المرة وهي تأخذ منه النقود وتجيبه :
-يشكروا ، فيهم الخير .
ثم ناحت بقهرة:
-يا ترى عملوا فيكي إيه يا شمس يا بنتي ، استرها معاها يارب .
أتت “نوران” من الخارج وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة وتلقي بجسدها بجوار جدتها أرضًا ، فتلقتها ” فادية” بلهفة
-طمنيني ، طمنيني يا نورا ، وصلتي لحاجة !
طالعتها بنظرة اليأس وهي تخبرها
-لفيت كتير لحد ما وصلت لشركة الجدع اللي ما يتسمى دا ، بس محدش دلني على حاجة .
عادت فادية لحلقة الندب والنواح خاصتها وهي تبتكي حفيدها دمـًا وتقول :
-كان مستخبي لنا فين كل دا بس يا ربي ! يعني بنتي راحت في شربة مية خلاص .
ثم اقترحت عليها إحدى الجارات رأيها :
-ما تنزلوا تقدموا بلاغ في الجدع دا ! وإحنا كلنا شاهدين معاكي .
شهقت فادية كمن عثر على ضالته وقالت بحماسٍ :
-معاكي حق ، قومي قومي يانورا نروح نبلغ عنه ، بتي لازم تبات في أوضتها الليلة .