انسحبت دانا من عناقها لتطلب منها كأي طفلة مصرية شقية:
– انا عايزة التيلي “التليفون” العب عليه شوية
ناولتها كاميليا هاتفها وهي تحذرها:
– بس متبعتيش رسايل لحد ولا تمسحي حاجة خليكي مؤدبة وافتحي اليوتيوب او الالعاب بتاعتك بس
دانا بحرص:
– حاضر
بعد دقائق نامت ابنتها وهي تلعب على الهاتف المحمول .. لتهمس كاميليا بألم:
– شايفة يا دونا … نديم عمل فيا ايه
فعانقت ابنتها بقوة وهي تجهش بالبكاء مرة أخرى ولكن تلك المرة نهضت من السرير وتغطي ابنتها جيدا بالبطانية، ثم دلفت إلى الحمام لتغسل وجهها و تتوضى فهي نامت دون أن تصلي فرائضها عندما عادت من العمل
فرشت سجادة الصلاة .. لتصلي كاميليا وفي آخر سجدة لها دعت ربها بحرقة :
” ربنا ينتقم منك يا سامح انت واهلك … والله لا يسامحك ولا يسامح اهلك ابدا “
شهقت ببكاء لتدعي مرة أخرى بوجع :
“ربنا يخلص منكم كل حاجة وحشة حسيتها ومريت بيها بسببكم .. بحق كل دمعة وكل قهر و كل وجع مريت بيه هفضل أدعي وواثقة إن ربنا مش بيسيب حق حد اتظلم”
انتهت من صلاتها ونهضت لتجد والدتها دخلت إلى غرفتها في تلك اللحظة لتجلس معها وهي تمسح دموعها هامسة بحنان:
– والله يا حبيبتي ما يستاهلوا دموعك دي اوعي تضايقي نفسك ولا تزعلي عليهم لحظة واحدة.. والله انا كمان ما بنسى ولا ببطل ادعي عليهم … لانهم سابوا وجع كبير اوي في قلوبنا، و انشفي كده متبقيش طرية واجمدي انتي زي الفل يبقي متزعليش تجربة وربنا مطولهاش عليكي قولي الحمد لله عشان بنتك اكيد زعلانة لما بتشوفك كده وبتيجي تسألني افرح ماما ازاي وببقى مش عارفة ارد اقولها ايه.. ولو شافتك قوية هتفرح وتتسند بيكي..مضايقيش نفسك ومتزعليش دول