– حضرتك تقصد ايه ؟
رد منصور بقسوة:
– سيبي نديم .. لانه دلوقتي بيعاند ومش هيرضى يسيبك من نفسه.. هو مجرد بيعطف على بنتك لأن باباها مش معاها…
ثم أردف بغموض :
– انا شايف لو انتي حابة تكملي في شغلك وتترقي لمكانة أعلى.. تشوفي مستقبلك احسن.. لأن مش هقبل أن ابني يدمر حياته وهو مش حاسس بنفسه.. وكمان حرام يدمر حياة واحدة مالهاش ذنب ويكسر قلب طفلة ويعلقها بيه وبعدين يسيبكم..
صمتت كاميليا وهي تشعر بالغيظ والكره لنديم .. ليردف منصور بابتسامة وهو ينهض من مقعده :
– بالمناسبة .. في حفلة هتتعمل كمان يومين هيكون فيها اكفئ مهندسين في الشركة.. ياريت تشرفينا فيها طبعا .. و ده اهم حاجة انك تبصي لشغلك ومستقبلك عشان دول اللي باقيين لك اصلا
____________
“قضيت عمرًا كاملًا في المحاولات، أحاول أن أنجو أخبر نفسي كل صباح أن هناك أشياء جميلة تنتظرني، هناك لحظات سعيدة قادمة، ولكن في النهاية أفشل كعادتي، لا يوجد شئ هنا يستحق كل تلك المحاولات، كل لحظة هي حرب لا أستطيع الفوز بها، كل لحظة هي معاناة جديدة عليّ أن أمر بها، ولقد سئمت كل تلك الحروب، أريد أن أستريح”.
بعد خروج والد نديم من مكتبها..دمعت عيناها من ما سمعته .. منذ وقت قليل فقط كانت ستضعه في مكانة سندها و رجلها..
حلمت انه سيقنع اهله واهلها به … وسيكون هو عوضها بالدنيا عن ما مرت به .. والآن أحلامها تحطمت مرة أخرى
بعد أن صدقته و رأت فيه امان وحماية تحميها من قسوة العالم الخارجي بعد انفصالها
لتجده فجأة أمامها يحدثها بينما هي في عالم اخر شاردة .. فـ مد يده يمسك بيديها ليلفت انتباهها، فجذبتها بعنف كمن مسته الكهرباء:
-متلمسنيش، متفكرش أنك حتى تقرب مني
اتسعت عيناه بصدمة فهو منذ بضعة ساعات كانت تتحدث معه بطريقة لطيفة :
– مالك يا كاميليا في ايه ؟
وقفت ترمقه بنظرات عتاب و كره عاجزة عن النطق بما يجيش به صدرها لتهمس بقوة:
– في أن انت طلعت زيك زيهم فعلا … يمكن أحقر منهم