فأجلي صوته وقال:
– ممكن أفهم اللي حصل ده؟ إزاي واحدة المفروض محترمة بتشتغل في شركة ليها اسمها تعمل الأعمال السوقية دي.. أنتِ ولا كأنك واحدة من الشارع جيبنها تشتغل.. انتِ المكان اللي عايشه فيه نساكي انتِ بتشتغلي عند مين؟
كانت تنظر له وتتلقى كلماته المؤلمة الذي يلمح فيها عن مستواها الذي لا يشرفه فاكمل بسخرية وهو يقترب منها:
– لو كنتِ طمعانة في قرشين زيادة كنتِ قولتيلي وانا كنت زودتلك مرتبك أو اديتك اللي انتِ عايزاه من غير ما حد يعرف.
وأكمل كلامه وهو يضع أنامله أسفل ذقنها.. أرتفع صدرها وانخفض من توترها ومن اقترابه الذي يخنقها، انه عطره القاتل الذي يخنقها.. أكمل بسخرية:
– إيه مش هتدافعي عن نفسك؟ بيتهيألي نلعب على المكشوف أحسن.
رجعت غزل خطوتين للخلف لتجد نفسها ملتصقة بالجدار ومحاصرة بيوسف.. حاصرها بذراعيه ولفحت أنفاسه الساخنة وجهها فارتعشت بسبب هذا الاقتراب المخجل وعطره الخانق لها، قطع شرودها يده التي رفعها ليلمس جانب شعرها كالمغيب وبندقيته تلتقي برماديتها المهتزة.
ماذا تفعل الآن؟ لماذا تشعر بشلل اطرافها؟ لما لا تبعده بقوة؟ فاقترب أكثر من وجهها ليطبع قبلة شهوانية على شفاها الوردية المنفرجة ليأسرها مثلما أسر غيرها.. ولكن لم تدم هذه اللحظات إلا وآفاق على يدين صغيرتان تدفع بكل قوة حركته للخلف خطوة..
وصفعة على وجهه شلت حركته من الصدمة لم يستوعب ما حدث إلا وهو يرد لها صفعتها بكل قوة على وجنتها كرد فعل فجائي منه.. لتسقط أسفل قدميه من قوه الصفعة.