تنظر له بجمود وعلى وجهها أثار الدموع الملطخة بالأسود:
– انتِ ساكتة ليه؟ وإيه اللي مبهدلك كدة! ما تردي.. إيه اللي خلاكي تسيبي البيت من غير ما أخدك، وتليفونك مقفول.
تمسك كفيه تخضمها ببطء تقول بإصرار:
– طلقني!
يفيق من صدمته على تحركها صعودها بصمت.. فيندفع يجذبها من ذراعها:
– إيه اللي انت قولتيه ده! تصرخ بوجهه وتدفعه من صدره بعنف:
– طلقني يايوسف.. طلقني، طلقني عشان أنا عمري ما هكون ليك، طلقني عشان انت خاين.. خاين للأمانة.. أنا مكدبتش يوم ما قولت عليك شيطان.
ليمسكها بقوة رافض افلاتها بصوت مهتز:
– طيب ممكن تهدي عشان أفهم في إيه.. احنا كنا كويسين الصبح اللي حصل خلاكي متغيرة كده؟
– أنا عرفت كل حاجة عملتها فيا.. كل ده ليه عشان حبة فلوس.. تولع الفلوس.. أنا مطلبتش حاجة.. أنت اللي جيت غصبتني اني أعيش معاكم.. ضيعت حياتي وخربتها يا يوسف.. عملت فيك ايه عشان تعمل فيا كدة؟ مش معقول
تكون ممثل بارع كدة!
يوسف بأنفاس متسارعة.. لا يستطع التركيز ولا التفكير لقد علمت بمخططاته السابقة.
ليتفاجأ بجريها إلى غرفتها تحتمي بها وتغلق الباب خلفها من الداخل.. ليعلو صوت نحيبها الذي جرح صوتها.
يصل إلى غرفتها يطرق الباب:
– غزل! ارجوكي تفتحي.. ماتعمليش في نفسك كدة.. كل اللي اتقالك كذب في كذب اكيد تقى اللي قالتلك.. وربي لا أعلمها الأدب.. افتحي ارجوكي.. نتفاهم.
لينصرف فجأة عائدًا إلى غرفته، أما عنها فقد كانت تسمع صوته كطعنات بقلبها لتنظر إلى شرفتها وتسير ببطء إليها وتقوم بإحكام غلقها عليها حتى لا يتسن له الدخول منها.
أما عنه عند وصله الشرفة وجدها مغلقة كما توقع.. فيشاهدها من خلف زجاجها الشفاف تجلس خلفها باب
الحجرة ضامة أرجلها لصدرها وتدفن رأسها بهما.
يطرق زجاج الشرفة متوسلًا إليها أن تسمعه.. يقول بصوت متألم:
– صدقيني ياغزل بحبك ومحابتش غيرك في الكون ده كله.. أنا اسف لو كنت جرحتك.. ارجوكي تسامحي غبائي.
بعد فشله قام بالجلوس أرضًا بشرفتها ليراقب بكائها ونحيبها.. عندما خطط من قبل للإطاحة بها لم يكن يعلم انها
ستسرق قلبه وحاله ليندم بعدها على مخططاته إليها.
…………..
ظلت حبيسة غرفتها عدة أيام رافضة أي تواصل مع المحيطين بها.. فقدت الثقة في الجميع حتى أخيه لم تنجح