ويقابلها نظراته الباردة الغير مفسرة الثابتة كأنه تمثال حجري لا يدرك مايدور حوله.. فتلمح شبه ابتسامة على فمه.. ابتسامة! هل يبتسم لها؟ أم يسخر منها لابد أنه يسخر الآن منها.. لتجد نفسها ترفع انفها بكبرياء وتحدي له وتشيح بوجهها عنه.
أما عنه فمشاعر متداخلة ومتضاربة لا يستطع تحديدها هل يفرح لشفائها؟ أم يحزن لامتلاكها جزء كبير بالشركة وتوليها ادارتها معه.. لم يشعر بالابتسامة التي شقت شفتاه عند هذه النقطة.. ايعقل انه سعيد لامتلاكها الشركة؟ انه لا يصدق حاله.
………….
سحبت نفسها بعيدا بعد إلقاء المفاجأت السعيدة على مسامعها.. تتعجب من حالها إنها سعيدة بالفعل لها.. ولم
تبغضها مثلما كانت تفعل من قبل.. لتجد حالها يهرب من أنظار يوسف لها.. نعم من المؤكد أنه يحتقرها الآن وله كل الحق في ذلك؟ هي من رخصت حالها وخانت اقرب ما لها.
فتجد أرجلها توجهها إلى غرفة الطعام المفتوح لتجذب صحنًا وتقوم بوضع بعض من المقبلات بصحنها بشرود في حركة رتيبة.. وكادت أن تلتف للعودة مرة اخرى لتجد نفسها مصطدمه بشيء ما ليسقط على فستانها عصير من
المانجو يغرقها بالكامل.. تشهق برعب ويزداد غضبها لتقول من بين أسنانها:
– مش تفتح ياغبي.. أنت اعمى ولا شكلك كدة؟