وكبر ابني الذي كان في الامس طفلا … واصبح صبيا فاشلا تماما في المدرسه… واصبح يدخن عندما بلغ من العمر خمسه عشر عاما … وكان يطلب مني ثمن
الدخان … وكنت اعطيه كل ما يطلب … فلقد كان حبي له بلا حدود … وكم مره حاولت ان اساعده على استذكار دروسه … الا ان هناك كراهية في داخلة للعلم
والتعليم … حاولت ان اعلمه حرفة …. فرفض تماما ان يتعلم ايه حرفه … وطويت احزاني بداخلي ….
ثم تزوجت اخته … وتركت لنا البيت … وعشت سنوات مع الفشل الذي هو ابني الوحيد………
كبر الفشل في ابني … او كبر ابني على الفشل …. وذات يوم … دخلت عليه حجرته الخاصة … وجدته _ بكل جرأة و قسوة _ يعطي لنفسه حقنة هيروين !!..
وثرت عليه و صرخت وبكيت خوفا عليه .. و احسست ان هذا الهيروين سيقود ابني إلى الموت .. اثناء رعبي و اثناء خوفي و اثناء صراخي عليه … خرج ابني
المدمن من البيت .. بعد ان صفعني على وجهي !!.. نعم صفع امه !!..
فانتزع بيده الأثمة وفي لحظة و احدة كل سنوات الحب التي مضت من عمري … صحت فيه : لست انت ابني .. فالذي أمامي هو حيوان مفترس … الذي
امامي رجل فقد وعيه و عقله وكل مبادئه و قيمه … وعشت بعد ذلك حزينة اجتر الأسى والهم … لقد ضاع املي في ان يصبح شابا نافعا يبني لنفسه مستقبلا