تغيير الشيب بالحناء والكتم:
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أحسن ما غيرتم به الشيب: الحناءُ والكتم) رواه النسائي وصححه الألباني، قال ابن حجر: “.. إن المأذون فيه ـ يعني الصبغ ـ مقيد بغير السواد لما أخرج مسلم من حديث جابر: (غيروه وجنبوه السواد)”.
وللخضاب وتغيير الشيب فائدة وهي مخالفة أهل الكتاب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم) رواه البخاري ومسلم.
قال النووي: “ومذهبنا استحباب خضاب الشيب للرجل والمرأة بصفرة، أو حمرة، ويحرم خضابه بالسواد على الأصح”.
وقال ابن القيم: “والصواب أن الأحاديث في هذا الباب لا اختلاف بينها بوجه، فإن الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم من تغيير الشيب أمران: أحدهما: نتفه، والثاني: خضابه بالسواد … والذي أذن فيه: هو صبغه وتغييره بغير السواد: كالحناء والصفرة، وهو الذي عمله الصحابة رضي الله عنهم”.
الشيب في السنة النبوية نور للمسلم في الدنيا والآخرة، وبه تُزاد الحسنات، وتُرفع الدرجات، وتُحطّ به الخطايا، وقد منع النبي صلى الله عليه وسلم من نتفه وإزالته، وأجاز صبغه وتغييره بالحناء أو الصفرة، أو الحناء والكتم (لونه بين السواد والحمرة)، ونهى عن صبغ الشيب بالسواد، ولا قول لأحد مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم كائناً من كان ..
فطوبى لمن شاب رأسه، وابيض شعره، وهو على طاعة ربه، ثابت عليها، فالله تعالى يجعل له بهذا الشيب نـوراً يوم القيامة، لقوله صلى الله عليه وسلم: (مَن شاب شيبة في الإسلام، كانت له نورًا يوم القيامة)
رواه ابن حبان.. والشيب له أسباب غير كِبَر السِن، فقد يكون مبكراً، للخوف من الله عز وجل، أو لغيره من الأسباب، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال أبو بكر رضي الله عنه: (يا رسول الله قد شِبْتَ؟ قال: شيبتني هودٌ، والواقعة، والمرسلات، وعمّ يتساءلون، وإذا الشمس كوِّرت) رواه الترمذي وصححه الألباني.

