ففي مسند الإمام أحمد عن أبي ذر رضي الله عنه قال، قلت يا رسول الله كم المرسلون؟ قال: “ثلاثمائة وبضعة عشر جما غفيرا”، وفي رواية أبي أمامة قال أبو ذر، قلت يا رسول الله كم وفاء عدة الأنبياء؟ قال: “مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، والرسل من ذلك ثلاث مائة
وخمسة عشر جما غفيرا”، وقد ذكر القرآن أن بعض الرسل كانوا أيضا أنبياء كقوله: “واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا”، ولو كان كل الرسل أنبياء لما خص القرآن بعضهم فقط بهذا الوصف.
شيث عليه السلام
ومن الأنبياء الذين لم يرد ذكر أسمائهم في القرآن شيث بن آدم، وذكر ابن كثير أن الله وهب آدم غلاما اسمه شيث، ومعناه “هبة الله”، وكان نبيا بنص الحديث الذي رواه ابن حبان في صحيحه عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله أنزل مئة
صحيفة وأربع صحف على شيث خمسين صحيفة”، قال محمد بن إسحاق ولما حضرت آدم الوفاة عهد إلى ابنه شيث، وعلمه ساعات الليل والنهار، وعبادات تلك الساعات، وأعلمه بوقوع الطوفان بعد ذلك، ويقال إن انتساب بني آدم اليوم كلها تنتهي إلى شيث، وسائر أولاد آدم غيره انقرضوا وبادوا.
