مرتفع ونبرة حادة: والله، لن أذوق لكم طعاماً إلا إذا أخبرتموني مَن أنتم؟ ومَن تكونون؟ أنتَ تخدمني طوال أسبوع كامل، ومن قبل بالمستشفي وأنا لا أعرفك.. تخدمني وتُبالغ في إكرامي، وكانك تعرفني او احد اقاربك وأنا لم ألتقِ بك من قبل
سوى مرة واحدة في المستشفى، من أنت بالله عليك !؟ قال : يا عم كُلْ، هيا كُلْ وبعد العشاء أخبرك.. قلت: والله لن تدخل فمي لقمة واحدة، ولن آكل طعامك إن لم تخبرني من أنت؟ ومن تكون؟ حاول الرجل التهرب من الجواب لكنه وأمام
إصراري.. أطرق برأسه قليلا.. ثم قال بنبرة خاڤتة: يا عمى، إن كنتَ تَذْكُر، فأنا ذاك الطفل الذي أعطيته ( خمسة دنانير ) سنة 1964 ، عندما كنتُ أجلس خلفك في الحافلة، أنا فلان إبن فلان.. قلت له : آه تذكرت، أنت إبن فلان رحمةالله عليه من
قريتنا .. نعم، نعم، لقد تذكرت .. يومها كنت في الحافلة متجهاً من قريتنا الريفية إلى إحدى المدن القريبة، وكان يجلس خلفي صبيان عمرهما لا يتجاوز على ما يبدو الخمسةعشرةعاما ، سمعت أحدهما يحدث الآخر قائلاً له: هذا العام شحَّت

